بات حوض البحر المتوسط احد اكثر الاحواض شبه المغلقة تلوثا في العالم. فالصناعات تضخ فيه مباشرة آلاف الاطنان من النفايات السامة، اضافة الى كثافة النقل البحري والتلوث المدني والزراعي وعواقب السياحة.
تلحق المعادن الثقيلة والملوثات العضوية الدائمة الاثر اضرارا نهائية بصحة البحر وحياته. ومن الممكن العثور على نسب مرتفعة من الزئبق والكادميوم والزنك والرصاص في الرواسب في مناطق التلوث الحاد، التي غاليا ما تكون ساحلية وتبتلع كميات ضخمة من السوائل الصناعية والنفايات الصلبة والمياه المبتذلة المحلية. هذه المواد قادرة على اجتياز آلاف الكيلومترات عبر الحدود الدولية لترقد بعيدا عن مصدرها.
كل ذلك يولد مخاطر جمة على الصحة في منطقة تشكل الاسماك فيها عنصرا اساسيا في النظام الغذائي ويعتمد الملايين من سكانها على البحر موردا لرزقهم
النقل البحري
يضم المتوسط بضعة من اكثر طرق الشحن كثافة في العالم. ويقدر ان حوالى 220 الف سفينة يفوق وزنها 100 طن تعبر المتوسط كل عام، ما يوازي حوالى ثلث الشحن البحري الدولي. عدد كبير من تلك السفن ينقل حمولة سامة قد تلحق اضرارا فادحة بالبيئة البحرية اذا ما فقدت في المياه.
"من المقدر ان نشاطات الشحن البحري تتخلص عمدا من 100 الى 150 الف طن من النفط الخام سنويا في البحر".
كما يشكل رمي مياه غسيل المستوعبات الكيميائية والنفايات الزيتية مصدرا مهما للتلوث البحري. يغطي المتوسط 0,7% من مساحة المياه على الكرة الارضية ويتلقى 17% من التلوث النفطي في العالم. من المقدر ان نشاطات الشحن البحري تتخلص عمدا من 100 الى 150 الف طن من النفط الخام سنويا في البحر.
يتم سنويا شحن حوالى 370 مليون طن من النفط عبر المتوسط (اكثر من 20% من الاجمالي في العالم) الذي تعبره بين 250 و300 ناقلة نفط يوميا. غالبا ما تقع تسربات نفطية عرضية بمعدل 10 حوادث في العام، ما يجعل خطر التسربات النفطية الهائلة موجودا كل الوقت في اي بقعة من المتوسطالسياحة
يعتبر المتوسط اكثر المناطق جاذبية للسياح في العالم، حيث يشكل المناخ المعتدل وطبيعة الساحل المدهشة والتاريخ العريق والحضارات المختلفة، وجهة مغرية لقرابة ثلث سواح العالم.
تشكل السياحة مصدرا مهما لمدخول دول كثيرة حول المتوسط. كما انها تدعم المجتمعات المحلية الصغيرة على السواحل والجزر حيث انها مصدر بديل للمدخول بعيدا عن المدن. ولكن بالرغم من المنافع الاقتصادية التي تدرها على المنطقة، تلعب السياحة دورا سلبيا يساهم في تدهور البيئة الساحلية والبحرية.
عمدت حكومات المتوسط الى تشجيع النمو السريع وانشاء البنى التحتية من اجل استيعاب اعداد السواح الضخمة التي تستقبلها المنطقة كل عام. وهذا النمو العمراني المكتظ ادى الى تفاقم تاكل خط الساحل وتلوث البحر في دول متوسطية كثيرة.
ويتركز النشاط السياحي غالبا في مناطق تتمتع بثروة طبيعية كبرى فينعكس تهديدا على المواطن التي تؤوي انواع متوسطية معرضة للانقراض كالسلاحف البحرية وفقمة الراهب.